كنت في مناوبة بالأمس الخميس. لم أبدأ في المرور على المرضى في وقت مبكرلأنني أحببت أن أستمتع قليلا بنهاية الأسبوع، و كانت نفسي مطمئنة لأن حالات مرضانا مستقرة. اضطررت أن أتوقف أثناء المرور لمعاينة مريض في الطوارئ. كان طفلا بائسا، من أحد الأقليات المسحوقة، هزمه المرض، الفقر ، الغربة و استبداد الأقوياء. حاولنا مساعدته بقدر المستطاع. ولا أعلم عما إذا كان سيعيش للجولة الثانية أم أن ما نراه فيه سيكون. عدت بعد ذلك لمروري الذي انتهى قرابة المساء. ثم عدت إلى البيت حانقة على العالم الذي خذل ذلك الطفل المريض
و أنا في المنزل هطل المطر. كم سعدت و ابتهجت. علمت أن الله رحيم غفور. و أنه يذكرني بأن رحمته وسعت كل شيء ، و أن قسوة البشر مهما كانت فلا مانع لرحمة الله
استعددت للنوم. و فورا أحس بذلك جهاز النداء الآلي فأصدر صوته المزعج لينبهني لطلب المستشفى لي. مريضة في الطوارئ يطلبونني لمعاينتها. سألت كل الأسئلة التي أردت للطبيبة التي هاتفتني. علمت أن لا بد من الذهاب، فأيقظت أخي العزيز الذي كان يغط في النوم في الساعة الثانية صباحا ليأخذني إلى المستشفى البعيد
عاد أخي للمنزل على أن يعود لي صباحا. و يا للمفاجأة غير السارة. لم يكن من المفروض أن أذهب إلى المستشفى. لم يكن من المفروض أن أستدعى أنا في المقام الأول. لقد أجابت الطبيبة التي كلمتني على أسئلتي بإجابات غير صحيحة (لقلة خبرتها) مما أدى إلى ذلك. لحسن حظ تلك الطبيبة أنها لم تكن أمامي في تلك اللحظة لأن ردة فعلي لم تكن ستعجبها. أتمنى أن تكون وجهة نظري قد وصلتها عن طريق الأطباء الآخرين. و لأبق أنا -سعيدة الحظ- في المستشفى الجميل، إلى أن تنتهي ساعات مناوبتي، مع القليل من الساعات الإضافية، حنى تنتهي صلاة الجمعة، و يأتي أخي لاصطحابي إلى المنزل
لقد أفسدت علي عطلتي يا...! الله يسامحك
تحديث: انتقل ذلك الطفل البائس إلى رحمة الله... حيث لا مكان لظلم البشر و أنانيتهم. سامحني يا ربي فلم أستطع أن أساعده بأكثر مما فعلت. اللهم ألهم أهله الصبر و السلوان
هناك ٦ تعليقات:
ياااااه
ماأجمل مهنة الطب اذا اقترنت بمثل هذه الاحاسيس الرائعة
مسحة على جبين ذلك الطفل البائس ، قد تساوي عنده الآف الريالات
اغبطك جدا
لو عاد بي الزمان .. لأصبحت طبيبا
أحيانا أشعر بالعكس
أتمنى لو لم أعرف كلية الطب يوما
إذا توفي أحد
سعدت جدا بمرورك
أسأل الله أن يثيبك بفضل نيتك
لا نعلم ما قد يحصل فعلاً لو عاش ذلك الطفل , ايماننا بالقضاء والقدر يجعلنا نبتهج قليلاً لان الله رحمن رحيم وهو الاعلم بشئون عباده
----------
انعمي في عطلة هذا الاسبوع وآآمل ان لا تعاود تلك الطبيبة الكرة هذه المرة ايضاً
كوني بخير ,,
يادكتوووووره اتمنى الايام تمشي بسرعة واكون زيك
انا ثالثة طب ... والله طفشونااااااااااااااااااااااا جابولنا القرف في عمرنا
ايش تنصحيني .. ؟؟؟
العزيزة سلوى
أصبت
لولا الإيمان لما ثبت أحد
لست أدري كيف يصبر غير المسلمون على مصائبهم
أتمنى لك عطلة هادئة أيضا
تشرفت بتعليقك
طبيب المستقبل القريب بإذن الله
anoOos
مررت على مدونتك قبل أيام و أردت أن أترك تعليقا لكن مشاكل تقنية لم تسمح لي بذلك
المشكلة أن ما تعاني منه و أنت طالب هي مشاكل مختلفة تماما عما يواجهه الطبيب بعد التخرج
لا أقصد أنها مشاكل أكثر أو أقل أهمية و لكنها مختلفة
نصيحتي لك
اجتهد قدر ما تستطيع
اعلم أن تخرجك بمعدل مرتفع سيفتح لك أبوابا لا تحلم بها
في الداخل و الخارج
نصيحة أخرى أكثر عملية
القراءة من أكثر من مصدر تساعد كثيرا في تثبيت المعلومات
فمثلا: بإمكانك تصفح مواقع في الميكروبيولوجي أو الباراسيتولوجي بينما تقضي وقتك بتصفح الانترنت
ابحث عن
MCQs
على الانترنت أو اشتر كتبا
لن تتكرر في اختباراتك و لكنها ستساعدك
قريبا ستصل إلى التدريب الاكلينيكي و ستستمتع به بإذن الله
الكثيرون يبدعون في آخر 3 سنوات في الكلية كما لم يبدعوا من قبل
أتمنى أن أكون قد أفدتك
إذا احتجت نصيحة أخرى في موضوع محدد فأنا في الخدمة
شكرا جزيلا لمرورك
إرسال تعليق