الأربعاء، رجب ٠٤، ١٤٢٨

تفاصيل مريحة

أعجبتني كثيرا الفترة التمهيدية التي نظمت من أجل الطلاب الخليجيين الجدد. عند أول زيارة لمكتب الدراسات الطبية بالجامعة أعطيت مجموعة من الأوراق، تتضمن رسالة ترحيبية، صورة من العقد، قائمة بكل الإجراءات التي يجب الانتهاء منها عند الوصول، مثل الحصول على الرخصة الطبية، التأمين الطبي و رقم الضمان الإجتماعي. بعد ذلك عقد لنا اجتماع مع مدير البرنامج، رحب فيه شخصيا بنا و أجاب على تساؤلاتنا...و سلمنا مجموعة من الأوراق، جمعها- على ما يبدو- الطلاب الخليجيون السابقون، تتضمن كل ما يهم القادم الجديد...كيف تختار المنزل ، من أين تشتري الأثاث، ما هي المطاعم التي تقدم الطعام الحلال، أين توجد المساجد...و معلومات أخرى كثيرة.

بعد ذلك كانت هناك لقاءات لجميع المتدربين الجدد في البرنامج، تتضمن التعريف بالمستشفيات، مم يتكون البرنامج،كيف يتم التقييم...و كل ما يخطر على بال المتدرب الجديد.

و بهذه المناسبة أذكر النظام الرائع للتثقيف الصحي للمرضى.في موقع المركز الرائع الذي أعمل فيه الآن ، معلومات للمرضى عن كل نوع من أنواع السرطان، و ماذا يحتاج المريض أن يعرف لكل نوع من أنواع العلاج: يتضمن أسماء الأدوية المستخدمة في الخطة المقررة، و المضاعفات المتوقعة من هذه الأدوية، كيف سيتم إعطاء الدواء، بالفم أم عن طريق الوريد أم غير ذلك...و متى، و متى سيتم إجراء التحاليل و الفحوصات...لا أستطيع أن أصف مدى إعجابي به أبدا. هناك أيضا الكتيب الذي يعطى للمريض في أول زيارة له، و يحوي أقسام المستشفى مع خريطة لها و للمناطق المحيطة بها...مع ساعات العمل و أرقام الهاتف، و غير ذلك

في معظم الأماكن الأخرى: تجد تفاصيلا صغيرة مهمة جدا متوفرة دائما سواء في الموقع الخاص على الانترنت، أو في رسالة مسجلة على
جهاز الرد الآلي. فرصتك بأن تغادر منزلك لقضاء إحدى احتياجاتك ثم تعود دون قضائها لأنك لم تحضر المستلزمات المطلوبة، ضئيلة جدا

هذه الطريقة الرائعة في التعريف، تعكس ما يهتم به هذا المجتمع: الإنسان. إنهم يضعون نفسهم في مكانه، و يفكرون:كيف يشعر و ماذا يحتاج هذا الشخص أن يعرف في هذا الموقف؟ و لا يتركون له الكثير ليكتشفه بنفسه.

لن أذكر المواقف المعاكسة تماما التي مررت، و لا أزال، فيما يتعلق ببلادنا. لا يزال أمامنا الكثير لعمله حتى يحس الإنسان في بلادنا بالراحة من هذه المضايقات، صغيرة كانت أم كبيرة. أظن أننا نستطيع تحسين الوضع كأفراد إذا أحسسنا و عرفنا بم يحس من أمامنا و حاولنا المساعدة في مقر أعمالنا جميعا