الأحد، سبتمبر ٢٣، ٢٠٠٧

Falling Under The Rain السقوط تحت المطر


لا لست أنا من سقطت و إنما هي سارا أخت لين في مسلسل الرسوم المتحركة الذي أحبه. و كان ذلك هو عنوان إحدى الحلقات. و الشخصية الأخرى التي سقطت تحت المطر هي سالي عندما بعثها القائمون على المدرسة الداخلية لشراء بعض الحاجيات في ليلة لندنية ممطرة.

لم أفهم أبدا لماذا كانت مشاهد الخروج في المطر مهمة، حتى وصلت إلى كندا

لا يزال المطر جميلا بالنسبة لي و إشارة رحمة من الله. لكن عندما يتغير أسلوب الحياة فجأة من سيارة يقودها سائق إلى اعتماد أكبر على المشي، تتغير النظرة إلى المطر بعض الشيء. فحتى عندما أحمل مظلتي، لا بد أن تتبلل ملابسي و هذا يعني أنني أحتاج إلى غسل كل ما أرتديه عادة بعد الخروج في يوم ممطر

أول تجاربي مع المطر كانت في رمضان الماضي. كنا في مدينة هاملتون و اضطررت إلى الذهاب إلى تورنتو لأول مرة في حياتي لمقابلة مسؤول في جامعة تورنتو. المدينتان قريبتان و خططت للذهاب و العودة خلال ساعات. أتذكر بوضوح أننا انطلقنا من الفندق في السابعة صباحا و كانت تمطر بغزارة. ركبنا الباص و وصلنا إلى تورنتو و هي لا تزال تمطر. كنت أحمل نسخا من سيرتي الذاتية في ملف بلاستيكي لم يكن كافيا لحمايتها من البلل. و كنت أرتدي معطفا دافئا لكنه لم يكن مناسبا للمطر. مشينا في شارع واحد من شوارع تورنتو الكبيرة جدا حتى وصلنا إلى المكان المقصود، بعد أن تبللنا جميعا و كل ما نرتديه رغم حملنا للمظلات.

انتهت مقابلتي مع ذلك المسؤول و حان وقت العودة و ووصلنا إلى هاملتون في السابعة مساء و المطر لم يتوقف لثانية واحدة!

كان يوما لا أنساه ففي ذلك اليوم عرفت - و يالذكائي- أن المباني ذات الأرقام الفردية تكون في الضفة المقابلة للمباني ذات الأرقام الزوجية. كان اكتشافا غير جميل بالذات حين اضطررنا لقطع ذلك الشارع الكبير في تورنتو من تحت الأرض للوصول إلى المبنى المقصود

باختصار: المشي الاضطراري تحت المطر يشعر الإنسان بضعفه
لذلك يقحمه مؤلفو الرسوم المتحركة فيها لإثارة حزن المشاهدين



------------------------------------------------

It is not me who fell down but it is Sarah, Lynn's sister in an episode of my favorite animation series. Princess Sara Crewe fell down too when she was sent to buy some groceries in a rainy night in London.

I never understood why was these rain scenes important until I arrived to Canada.
I still enjoy rain and consider it a blessing. But as my life style and transportation mode changed from car to feet, I now think about rain in a different way. My clothes always become wet even when I carry an umbrella, and this means alot of laundary by the end of the day.

My first rainy experience was during last October. I was in Hamilton and I planned to visit a memeber of the faculty in the University of Toronto. We left at 7 a.m and it was raining heavily. Arrived to Toronto carrying my documents which all became wet although covered in a plastic binder. After the meeting we went back to Hamilton and it was still raining, non-stop, when we arrived at 7 p.m.

I remember that day because it was my first time to know that buildings which carry even numbers are situated on the otherside from the buildings that carry odd numbers! It was a huge thing as we had to cross the huge University Avenue in order to reach the building we wanted!

What I know now is that walking under the rain makes a person feels week and helpless and that's why it is included in sad TV scenes!

الاثنين، سبتمبر ١٠، ٢٠٠٧

كل عام و أنتم بخير

رمضان مبارك للجميع
و كل عام و أنتم بخير

لا تنسونا من دعائكم رجاء

------------------------------
الحمد لله: انتهى 1/3 كابوس سبتمبر

الأربعاء، سبتمبر ٠٥، ٢٠٠٧

عربي/ En

ضمن كل الأسئلة التي توقعتها من الأشخاص الذين قابلتهم في كندا لم أواجه فعليا أي أسئلة غريبة أو محرجة .قبل أسبوعين تقريبا طرح علي الطبيب الذي كنت أعمل معه سؤالا جعلني أفكر كثيرا

لمعظم الغربيين الذين عملت معهم طريقة خاصة في التعبير تختلف عما تعودنا عليه. إنهم لا يجاملون كثيرا، و لكنهم إذا عرضوا خدمة فهم يقصدونها فعلا، و بالتالي فهم لا يعرضون أداء خدمات لا يستطيعون أداءها أو تشكل مشقة و تكلفا. و الوضوح هو شيء آخر يختلفون فيه عنا. لا ينتهي الحوار مع أحدهم إلا و قد عرفت ما هو المتوقع من كل منكما بخصوص موضوع الحوار. أحس بالاختلاف فورا عندما أدعو إحدى صديقاتي العربيات إلى فنجان شاي، و تنتهي المكالمة و أنا لم أعرف إن كانت دعوتي ستلبى أم لا.

في البداية و عندما عرفت أنني سأعمل مع هذا الطبيب لم أتوقع أنني سأقضي و قتا جيدا في العمل معه. كان يبدو قليل الابتسام، و واضحا في كلامه بطريقة مربكة لي. كان كثير السؤال عن تفاصيل حديثي فيما يخص العمل. و لم يكن يمرر شيئا يقوله أحد دون أن يستفسر منه عما يقصد.

لاحظ هذا الطبيب أن لغتى الانجليزية جيدة إلى حد كبير ، و هو شيء لا يتوقعه الكثيرون من أشخاص لم يعيشوا خارج بلادهم التي تعتمد لغة أخرى تماما. طبعا أخبرته أن مصدر ذلك هو دراستي للطب باللغة الانجليزية لمدة ست سنوات. و عندئذ سألني: لماذا لا ندرس الطب باللغة العربية؟ كدت أن أقول له: لا تقلب علي المواجع، لو كنت أعرف معناها باللغة الانجليزية، فالموضوع مهم جدا بالنسبة لي.

بسبب طبيعتي التي تميل إلى الاختصار، و هو أمر لفت هو نظري إليه فيما بعد، أخبرته بأن اللغة الانجليزية هي لغة العلم في هذا العصر. و دراسة الطب بها ستجعل الوصول إلى أحدث المعلومات العلمية و الطبية و التواصل مع العالم في المجال الطبي أمر سهلا على الدارسين.

رأيي الشخصي يزيد على ذلك قليلا: فالمشكلة أكبر من ذلك. أؤمن تماما بأن الدراسة باللغة الأم تزيد من فهم و استيعاب المادة. أتذكر بوضوح أن الموضوعات الطبية التي قرأتها في مجلات عربية مثل " أهلا و سهلا" خلال سنوات دراستي رسخت في ذهني بشكل كبير. إضافة إلى ذلك، أجد أنه من المخجل أن لا نعرف كأطباء عرب، ما هي أسماء الأمراض التي نتعامل معها يوميا باللغة العربية.

من جهة أخرى: قابلت بعض الأطباء الذين تخرجوا من جامعات تدرس الطب باللغة العربية، في سوريا و الأردن و السودان. كان حديثوا التخرج منهم يعانون معاناة رهيبة في التأقلم مع الوسط الطبي في المملكة، و الذي يعتمد اللغة الانجليزية في كل شيء. و لكن أوضاع الكثيرين منهم تحسنت مع الكثير من المجهود، و أصبحوا قادرين على مجاراة الآخرين الدارسين بالانجليزية

و بالنسبة لي و لبعض من هم في وضعي، فإننا نجد صعوبة في فهم بعض المصطلحات الطبية بلغتنا الأم، رغم أن بعضها تبدو منطقية إلى حد كبير، ف" أم الدم " هو الاسم العربي لل
aneurysm
أما " المعثكلة" فهي
pancreas

لقد درس هذا الموضوع بتوسع على حد علمي. و هناك كتب و معاجم للمصطلحات الطبية باللغة العربية، أهدي أحدها إلينا في جدة. كان مرجعا هاما جدا خاصة عندما كنت أحتاج لكتابة تقرير مفصل باللغة العربية عن حالة مريض

أعتقد أن الدراسة باللغة الانجليزية مناسبة حتى الآن، لكن لا بد لنا من بذل مجهود إضافي للإلمام بالمصطلحات الطبية بلغتنا الأم أيضا
----------------------------------------

في نفس ذلك اليوم سألني هذا الطبيب عن اسم المدينة التي قدمت منها. ثم رسم لي خريطة صغيرة جدا للجزيرة العربية أدهشتني. بالتأكيد لم تكن خريطته لتعجب أي جغرافي ، و لكن بالنسبة لكندي لم تطأ قدماه الجزيرة العربية فهي إنجاز رائع. أشار بعد ذلك إلى موقع الرياض و مكة بنفسه ثم طلب مني أن أشير له إلى موقع جدة، و سألني على أي بحر تطل.

حتى الآن أتذكر له ذلك اليوم بامتنان. حين يتعامل معك من أمامك كإنسان غريب قطع مسافات طويلة ليكون هنا. نحن لم نحضر من الشارع المقابل للمستشفى، و لسنا من المدينة و لا الدولة نفسها أساسا...ناهيك عن التباين الثقافي الواسع. أظنني تعلمت كيف أتعامل مع الأغراب في بلادي، حين تنتهي غربتي يوما

إنه شعور غير جيد أن تكون جزءا من أقلية